ونـُرَجّيـكَ لانْتِهـاضٍ قَـريـِبٍ |
|
نَترّجـاهُ منْـذُ عَهْـدٍ بَعِيدِ |
كَمْ نُعاني الشَوْقَ المُبرِّحِ تَفْـ |
|
ـدِيكَ المُحْبّونَ والفِراقَ المُودِي (١) |
فـمتَـى يَنْقَـعُ الغَلِيـلُ (٢) بلُقْيا |
|
كَ وتُطفى لواعِجُ المَعْمُـودِ (٣) |
فتَحـنَّنْ عَلى حَنينِ نَشـيِدي |
|
يا سَميعـاً يَدْري بلَحْنِ قَصِيدي |
[من الخفيف]
(٢)
من عيون شعر العلاّمة البلاغي الّذي سارت به الركبان ، قصيدتهُ التي نظمها في الردّ على قصيدة أحد علماء بغداد ، المنكرين لوجود الإمام الحجّة المنتظر وغيبته ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ التي بعثها إلى علماء النجف الأشرف سنة ١٣١٧ هـ ، ومطلعها :
أيا عُلَماءَ العَصْرِ يا مَنْ لَهُمْ خُبْرُ (٤) |
|
بِكُلِّ دَقِيقٍ حارَ فـيِ مِثْلِهِ الفِكْرُ |
فأجابه العلاّمة البلاغي بقصيدة طويلة رائعة (٥) ، ذكرَ فيها عدّة من
____________
(١) المُودِي : المُهْلك. الصحاح ١ / ٨٠ مادّة «ودأ».
(٢) الغَليلُ : حرارة العطش. الصحاح ٥ / ١٧٨٤ مادّة مادّة غلل».
(٣) رجلٌ مَعْمودٌ : أي هدَّه العشـق. الصحاح ٢ / ٥١٢ مادّة «عـمد».
(٤) الخُبْرُ : العلمُ بالشيء. الصحاح ٢ / ٦٤١ مادّة «خـبر».
(٥) طُبعت كاملةً سنة ١٣٤٣ هـ في المطبعة المرتضويّة في النجف الأشرف ملحقةً بـ : العقود المفصّلة للعلاّمة البلاغي ، وأوردها كاملةً أيضاً مع إضافة بيتين لها من القصيدة البغدادية ـ أشرنا إليهما في مكانهما من القصيدة ـ الأُستاذ الخاقاني في شعراء الغري ٢ / ٤٤٣.
وذكر بعض أبياتها كلّ من : الشيخ محمّد حرز الدين (ت ١٣٦٥ هـ) في معارف الرجال ١ / ١٩٧ ـ ١٩٨ ، والشيخ جعفر محبوبة في ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٦٥ ، والأُستاذ الفكيكي في مقدّمته لكتاب الهدى إلى دين المصطفى ١ / ١٧.