[٨٥] لَئِنْ غابَ في السِرْدابِ يَوْماً فإنّما |
|
على الناسِ مِنْ أُمِّ القُرى يَطْلَـعُ البَدْرُ |
ولَمْ يَتّخِذْهُ البَدْرُ بُرجـاً وإنّما |
|
غَدا أُفُقَـاً مِن خَطّه يُضْرَبُ السِتْرُ |
وها هُوَ بَيْنَ الناسِ كالشَمْسِ ضَمَّها |
|
سَحابٌ ومِنْها يُشْرِقُ البَـرُّ والبَحْرُ |
بهِ تُدْفَعُ الجُلّى (١) ويُسْتَنْزَلُ الحَيا (٢) |
|
وتُسْتَنْبَتُ الغبرا ويُسْتَكْشَفُ الضُرُّ |
كما قيلَ في الأبْدالِ والقطبِ إنّهم |
|
بهِمْ تُدْفَعُ الجُلّى ويُسْتَنْزَلُ القَطْرُ |
[٩٠] ولا عَجَبٌ إنْ كانَ في كُلِّ حِجَّـةٍ |
|
يَحِجُّ وفيـهِ يَسْعُد النَحْرُ والنَفْرُ |
ويَعْرِفُهُ البَيْتُ الحَرامِ ورُكْنُـهُ |
|
وزَمْزَمُ والأسْتارُ والخِيفُ والحِجْرُ |
ولكنّـهُ عَنْ أعْيُنِ الناسِ غائِبٌ |
|
كَمـا غابَ بَيْنَ الناسِ إلْياسُ والخِضْرُ (٣) |
وقَوْلُكَ : «هذا الوَقْـتُ داعٍ لِمِثْلِهِ |
|
ففيهِ تَوالى الظُلْمُ وانْتَشَرَ الشَرُّ» |
____________
(١) الجُلّى : الأُمور العظيمة ؛ انظر : المصباح المنير ١ / ١٠٥ مادّة «جَـلَّ».
(٢) الحَيا : المطرُ. الصحاح ٦ / ٢٣٢٤ مادّة «حيا».
(٣) انظر : الكامل في التاريخ : ١ / ١٦٠ ـ ١٦٣ ؛ وفيه ما يتعلّق بالخضر عليه السلام وغيبته وطول عمره.