(٣)
ومن شعره الرائع قصيدته في النفس (١) ، التي تحتوي على معاني فلسفية عالية ، عارض فيها عينية ابن سينا الحسين بن عبد الله (ت ٤٢٨ هـ) ، التي مطلعها :
هَبَطَتْ إلَيْكَ مِنَ المَحَلِّ الأرْفَعِ |
|
عَنْقاءَ ذاتَ تَـعَزُّزٍ وتَمَنُّعِ |
فقال رحمه الله :
نَـعِمَتْ بـأنْ جَاءَتْ بِخَلْـقِ المُبْدِعِ |
|
ثُمَّ السَعادَةَ أنْ يَقولَ لَها : «ارْجِعي» (٢) |
خُلِقَتْ لأنْفَعِ غايَةِ يا لَيْتَها |
|
تَبِعَتْ سَبيلَ الرُشْدِ نَحْوَ الأنْفَعِ |
اللهُ سَوّاها وألْهَمَها (٣) فَهَلْ |
|
تَنْحو السَبيلَ إلى المَحَلِّ الأرْفَعِ؟! |
نعِمَتْ بِنَعْماءِ الوُجـودِ ونودِيَتْ |
|
هذا هُـداكِ وما تَشائي فاصْنَعي |
____________
(١) طُبعت كاملةً سنة ١٣٤٣ هـ في المطبعة المرتضوية في النجف الأشرف ، ملحقةً بـ : العقود المفصّلة للعلاّمة البلاغي ، وأوردها كاملة السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة ٤ / ٢٥٦ والأُستاذ الخاقاني في شعراء الغري ٢ / ٤٤٩ ، وذكر مطلعها فقط الشيخ جعفر محبوبة في ماضي النجف وحاضرها ٢ / ٦٤ ، وأورد الأُستاذ الفكيكي خمسة أبيات منها في المقدّمة التي كتبها لكتاب الهدى إلى دين المصطفى.
(٢) إشارة لقوله تعالى : (يا أيَّتُها النَفْسُ المُطُمَئِنَّةُ * ارْجِعي إلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّة). سورة الفجر ٨٩ : ٢٧ ـ ٢٨.
(٣) إشارة لقوله تعالى : (ونَفْسٍ وما سَوّاها * فَألْهَمَها فُجورَها وتَقْواها). سورة الشمس ٩١ : ٧ ـ ٨.