راعَها المُزْعِجُ مِنْ سَلْبٍ ونارْ
حيثُ لا مَلْجأَ ولا حامٍ رَؤوُفْ
لَسْتُ أنْساها وقَدْ مالَتْ إلى
صَفْوَةِ الأنْصارِ صَرْعى في الفَلا
أشْرَقَتْ مِنْـهُم مَحاني (١) كَرْبلا
كَشُموسٍ غالَها رَيْبُ الكُسوفْ
هاتِفاتٍ بِهِمُ مُسْتَصْرِخاتْ
باكياتٍ نادِباتٍ عاتِباتْ
صارِخاتٍ : أيْنَ عَنّا يا حُماة
ْ يا بُدورَ التَمِّ ما هذا الخُسوفْ؟!
يا رِجالَ البَأْسِ فِي يَوْمِ الكِفاحْ
يا لُيوثَ الحَرْبِ في غابِ الرِماحْ
كَيْفَ آذَنْتُمْ جَميعاً بالرَواحْ
ورَحَلْتُمْ رِحْلَةَ القَوْمِ الضُيوفْ؟!
ما لَكُمْ لا غالَكُمُ صَرْفُ الرَدى
لا ولا أرْدَتْكُمُ بِيِضُ الضبا (٢)
____________
(١) المَحاني : معاطف الأودية ، أي : ارتفاع الأرض وانحناؤها ؛ انظر : الصحاح ٦ / ٢٣٢١ مادّة «حنا».
(٢) أي : السيوف ؛ انظر : أقرب الموارد ١ / ٦٧٤ مادّة «ضـبب».