بالإضافة إلى أنّه كان ينتزع كثيراً من الفروع من ذوق عربي سليم قد ارتكز على فهم نصوص الأخبار والروايات التي يستنبط منها الحكم الشرعي.
ويمتاز بالجرأة في إعطاء الرأي الذي يراه قد ارتكز على الحجّة وسـانده العقل ، في حيـن أنّ خصومـه الّذين قد وقـفوا له بالمرصـاد كانوا لا يستطيعون مقاومته إلاّ بالهمس والتحولق.
ومن آرائه الفقهية السليمة التي عني بها قبل أكثر من أربعين عاماً ، فتواه بصحّة الزواج بالعقد الدائم من الكتابية ، في حين أن غيره كان لا يقرّه إلاّ عن طريق العقد المنقطع ، وقد أخذ بهذا الرأي في أواخر أيّـامه السيّد أبو الحسن الأصفهاني رحمه الله ، وغيرها من الفتاوى.
والحق أنّ الإمام كاشف الغطاء قدس سره كان أجرأ أهل عصره في إعطاء الأحكام.
وكان يرى منذ أن نشأ أنّ التساوي يجب أن يسود البشر لئلاّ يصبح الناس وقد شعروا بالفروق البعيدة ، والقبلية الرعناء ، فقال في مطلع قصيدة لـه :
بنو آدم إنّا جميعاً بنو أب |
|
لحفظ التآخي بيننا وبنو أُمِّ |
عهدتكم شتّى الحزازات بينكم |
|
وما بينكم غير التضارب بالوهمِ |
السلوك الاجتماعي :
كان الشيخ قدس سره من العظماء الّذين ارتفعوا في سلوكهم وتواضعهم مع ارتفاعهم عن الوسط الذي يعيشون فيه ، فكان يخضع للحجّة ، ويؤيّد البرهان ، ويؤمن بالمنطق الرزين إذا وجده عند جليسه ، وسعة صدره بلغت حدّاً عالياً ، فهو يتفاوض مع أيّ إنسان يثق به ، فقد صادمه مجتمعه مصادمة