في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره (١) ، فيتبرّكون به ، ويسجدون عليه لله تعالى ، ويعملون المسبحات منه.
وتنصّ بعض المصادر : إنّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جرت على ذلك ، أو لعلّها أوّل من ابتدأ بهذا العمل في حياة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (٢).
ولعلّ بعض المسلمين اقتدى بها ، وكان لقب حمزة يومئذٍ : سيّد الشهداء (٣) ، وسمّاه النبيّ : أسد الله وأسد رسوله (٤).
ويعلق بخاطري عن بعض المصادر ما نصّه تقريباً : «حمزة دفن في أُحد ، وكان يسمّى : سيّد الشهداء ، ويسجدون على تراب قبره ، ولمّا قتل الحسين عليه السلام صار هو سيّد الشهداء وصاروا يسجدون على تربته» (٥). انتهى.
ويؤيّده ما في مزار المجلسي قدس سره ونصّه : «عن إبراهيم بن محّمد الثقفي ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام ، قال : إنّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات ، وكانت تديرها بيدها تكبّر وتسبّح حتّى قتل حمزة بن
____________
لا بواكي له».
فلمّا سمع سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير جاءا إلى دار بني عبد الأشهل وأمرا نساءهم أن يتحزّمن ثمّ يذهبن فيبكين على عمّ رسول الله ، فقال رسول الله : «ارجعن يرحمكنّ الله ، فقد آسيتن بأنفسكنّ».
راجع : البداية والنهاية ٤ / ٣٨ حوادث سنة ٣ هـ.
(١) راجع : الذخائر القدسية في زيارة خير البرية ـ لعبد الحميد بن محمّد أقدس بن الخطيب ، المدرّس بالمسجد الحرام بمكّة ـ : ١١٢.
(٢) الحدائق الناضـرة ٧ / ٢٦١.
(٣) انظر : المعجم الكبير ٣ / ١٥١ ح ٢٩٥٨ ، وغيره.
(٤) المعجم الكبير ٣ / ١٤٩ ح ٢٩٥٢ و ٢٩٥٣ ، وفاء الوفا ٣ / ٩٣٥.
(٥) الرسالة السعدية ـ للحلّي ـ : ١١٤.