رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبأ شائعاً وذكراً واسعاً ، والحسين يومئذٍ طفل صغير يدرج ، بل لعلّ بعضها قبل ولادته ، والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ينوّه عنها ، ويتحدّث بفضلها ، ويتنبّأ بما سيجري عليها من تلك الدماء الزاكية ، ويُخبر بقتل الحسين وآل بيته وأنصاره فيها.
وإذا أردت الوقوف على صدق هذه الدعوى ، ومكانها من الصحّة ، فراجـع كتاب الخصائص الكبير للسيوطي ، في باب أخـبار النبـيّ بقتل الحسين عليه السلام (١) ؛ فقد روي فيه ما يناهز العشرين حديثاً عن أكابر الثقاة من رواة علماء السُنّة ومشاهيرهم ، كـ : الحاكم ، والبيهقي ، وأبي نعيم ، وأضرابهم ، عن أُمّ الفضل بنت الحارث ، وأُمّ سلمة ، وعائشة (٢) ، وأنس ، وأكثرها : عن ابن عبّـاس (٣) ، وأُمّ سلمة (٤) ، وأنس (٥) ـ صاحب رسـول الله وخادمه الخاصّ به ـ.
____________
(١) كتاب الخصائص ؛ طبع حيدر آباد سنة ١٣٢٠. منه قدس سره.
(٢) انظر : دلائل النبوّة ٦ / ٤٧٠ ، مسند أحمد ٦ / ٢٩٤ ، الفتوح ٤ / ٣٢٥.
(٣) مسند أحمد ١ / ٢٤٣ و ٢٨٣ ، الفتوح ٤ / ٣٢٦ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٣١ ، وفي رواية : ... لمّا قُتل الحسين بن عليّ مطرت السماء دماً ، وأصبح كلّ شيء ملآن دماً ، وانظر : دلائل النبوّة ٦ / ٤٧١.
وقال أبو نعيم : حدّثنا ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، قال : لمّا قُتل الحسين بن عليّ انكسفت الشمس كسفة ، حتّى بدت الكواكب نصف النهار ، حتّى ظنّنا أنّها هي.
انظر : معرفة الصحابة ٢ / ٦٦٧ ح ١٧٨٥.
وقال أبو نعيم أيضاً : حدّثنا حمّاد بن زيد ، ثنا هشام ، عن محمّد ، قال : لم تُرَ هذه الحمرة في آفاق السماء حتّى قتل الحسين رضي الله عنه.
(٤) دلائل النبوّة ٦ / ٤٦٨ ـ ٤٦٩ ؛ وقال فيه : جاء جبريل بطينة حمراء فأخذتها أُمّ سلمة وصرّتها في خمارها ... الحديث ، مسند أحمد ٣ / ٢٤٢ وج ٣ / ٢٦٥ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٣١.
(٥) مسند أحمد ٣ / ٢٤٢ وج ٣ / ٢٦٥.