وعن أُمّ حيّان : «يوم قتل الحسين أظلمت الدنيا ثلاثاً ، ولم يمسّ أحدهم من زعفرانهم شيئاً إلاّ احترق ، ولم يُقلب حجر في بيت المقدس إلاّ وجد تحته دم عبيط» (١).
أمّا أحاديث التربة الحسينية وقارورة أُمّ سلمة (٢) ، وغيرها ، وشيوع ذكرها في حياة النبيّ ، وإخباره عن فضلها ، وعن قتل الحسين فيها ، قبل ولادة الحسين ، وبعد ولادته ، وهو طفل صغير ، المروية في كتب الشيعة والتاريخ والمقاتل ، فهي كثيرة مشهورة متضافرة ، بل متواترة ، لو اجتمعت لجاءت كتاباً مستقلاًّ (٣).
ومن باب الاستطراد والمناسبة نقول : إنّ نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم كما أخبر بقتل ولده الحسين عليه السلام في كربلاء قبل وقوعه ، ودفع لزوجته أُمّ سلمة من تربتها ، وأراها لجملة من أصحابه ، كذلك أخبر بحوادث كثيرة ووقائع خطيرة قبل وقوعها ، فوقع بعضها في حياته ، وبعضها بعد رحلته من الدنيا ..
فمن الأوّل : إخباره بفتح مكّة ، ودخولهم المسجد الحرام آمنين
____________
بالشام إلاّ رُئي تحته دم عبيط ..
وأنظر : المعجم الكبير ٣ / ١١٣ ح ٢٨٣٤ و ٢٨٣٥ وص ١١٩ ح ٢٨٥٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٩٦ ؛ وقال : ورجاله ثقات ، تاريخ دمشق ١٤ / ٢٢٦ ، أنساب الأشراف ٣ / ٤٢٥ ، فرائد السمطين ٢ / ١٦٢ ح ٤٥٠ ، كفاية الطالب : ٤٤٤.
(١) تاريخ دمشق ١٤ / ٢٢٩.
(٢) راجع : المعجم الكبير ٣ / ١٠٨ ح ٢٨١٧.
(٣) الثاقب في المناقب ـ لابن حمزة ـ : ٣٣٠ ـ ٣٣٢ ، إثبات الوصية : ٢٦٢ ، إعلام الورى : ٢١٩ ، الصراط المستقيم ٢ / ١٧٩ ، مدينة المعاجز : ٢٤٣ ، حلية الأبرار ١ / ٦٠٠ ، وغيرها.