قوله تعالى : (لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّونَ من حادَّ اللهَ ورسولَهُ ولو كانوا آباءَهم أو أبناءَهم أو إخوانَهم أو عشيرتَهم أُولئك كتب في قلوبِهِمُ الإيمانَ وأيّدهم بروحٍ منه) (١) ..
وقوله تعالى : (يا أّيُها الّذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياءَ تُلْقونَ إليهم بالمودّة وقد كفروا بما جاءَكم من الحقّ يُخرِجون الرسولَ وإيّاكم أن تؤمنوا بالله ربِّكم إن كنتم خرجْتم جهاداً في سبيلي وابتغاءَ مرضاتي تُسِرّونَ إليهم بالمودّة وأنا أعلم بما أخْفَيْتم وما أعْلَنْتم ومن يفعلْهُ منكم فقد ضلّ سواءَ السبيل) (٢) ..
وقوله تعالى : (قد كانت لكم أُسْوةٌ حسنةٌ في إبراهيمَ والّذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برآءُ منكم وممّا تعبُدونَ من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينَكُمُ العداوةُ والبغضاءُ أبداً حتّى تؤمنوا بالله وحْدَهُ ... لقد كان لكم فيهم أُسْوةٌ حسنةٌ لمَن كان يرجو اللهَ واليومَ الآخِرَ ومَن يتولَّ فإنّ اللهَ هوَ الغنيُّ الحميد) (٣) ..
وفي هذه الآيات يلاحظ الحثّ على إبراز وإظهار البراءة القلبية والنفسية على مستوى العلاقة الخارجية ، نعم في الآية اللاحقة : (لا ينهاكم اللهُ عن الّذين لم يقاتِلوكم في الدين ولم يُخرِجوكم من ديارهم أن تبرّوهم وتُقْسِطوا إليهم إنّ الله يحبّ المقسطين) (٤) ، وهذا ليس تفصيل في المودّة بل في تجويز البرّ والمعاملة الحسنة مع غير المعادين منهم
____________
(١) سورة المجادلة ٥٨ : ٢٢.
(٢) سورة الممتحنة ٦٠ : ١.
(٣) سورة الممتحنه ٦٠ : ٤ ـ ٦.
(٤) سورة الممتحنة ٦٠ : ٨.