الدين والإسلام والإيمان هو موالاة أهل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ؛ وهو ممّا يقتضي عصمتهم.
وقال تعالى : (يا أيُّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهودَ والنصارى أولياءَ بعضهم أولياءُ بعضٍ ومَن يتولّهم منكم فإنّه منهم إنّ الله لا يهدي القومَ الظالمين * فترى الّذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرةٌ فعسى اللهُ أن يأتيَ بالفتح أو أمرٍ من عنده فيُصْبِحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين * ويقولُ الّذين آمنوا أهؤلاء الّذين أقسموا بالله جَهْدَ أيْمانِهم إنّهم لمعكم حبِطَتْ أعمالُهم فأصْبحوا خاسرين * يا أيُّها الّذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللهُ بقومٍ يُحبُّهم ويُحبّونَهُ أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين ... إنّما وليُّكُمُ اللهُ ورسولُهُ والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصلوةَ ويؤْتون الزكاةَ وهم راكعون * ومَن يتولّ اللهَ ورسولَهُ والّذين آمنوا فإنّ حزبَ الله هُمُ الغالبون * يا أيُّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا الّذين اتّخذوا دينَكم هُزُواً ولَعِباً من الّذين أُوتوا الكتاب من قبلكم والكفّارَ أولياءَ واتّقوا اللهَ إن كنتم مؤمنين) (١) ..
وهذه الآيات كآية مودّة القربى حاصرة للتولّي في الدين بالله والرسول والأئمّة أوصياء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد اتّفق الفريقان على نزولها في عليّ عليه السلام وتصدّقه وهو راكع في الصلاة ، كما تدلّ هذه الآيات على كون التولّي لأئمّة الهدى من أهل البيت والتبرّيّ من الأعداء هو من أُصول الإيمان ..
وتدلّ على أنّ فئة (الّذين في قلوبهم مرض) ـ وهي الفئة التي نشأت في صفوف المسلمين في أوائل البعثة النبوية في مكّة ، كما تشير إلى
____________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥١ ـ ٥٧.