ذلك سورة المدّثر ، رابع سورة نزلت على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ تتولّى أهل الكتاب والكفّار لخوفهم من انقلاب الكفّة لصالحهم على المسلمين ..
كما أنّ الآية تدلّ على أنّ النصرة لهذا الدين ووليّه منحصرة بعليّ عليه السلام وولده عليهم السلام بتولّيهم ، وأنّهم حزب الله الغالبون ، وأنّ من يرتدّ عن الدين بترك فريضة التولّي لهم عليهم السلام والتبرّي من الكفّار وبقية أعدائهم فسوف يأتي الله بقوم يقومون بفريضة التولّي والتبرّي.
وقد روى العامّة بطرق مستفيضة حديثاً بمضمون الآية نفسه عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : «إنّ الإسلام لا يزال عزيزاً ما مضى فيهم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش» (١).
وفي روايـة مسـلم : «لا يزال أمـر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشـر رجـلاً ... كلّهم من قريش» (٢) ، وفي لفظ آخر في صحيح مسلم : «لا يزال هذا الدين عزيزاً متبعاً إلى اثني عشر خليفة ، كلّهم من قريش» (٣).
وفي رواية أبي داود السجستاني : «لا يزال هذا الدين قائماً حتّى يكون عليكم اثنا عشر خليفة ... كلّهم من قريش» (٤) ..
وفي أُخرى : «لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ، قال : فكبّر الناس وضجّوا ... كلّهم من قريش» (٥).
____________
(١) جامع الأُصول ٤ / ٤٤٠.
(٢) صحيح مسلم ٣ / ١٤٥٢ ح ٦.
(٣) صحيح مسلم ٣ / ١٤٥٣ ، ح ٩.
(٤) سُـنن أبي داود ٤ / ١٠٦ ح ٤٢٧٩.
(٥) سُـنن أبي داود ٤ / ١٠٦ ح ٤٢٨٠ ، مفتاح المسند عن المسند ٥ / ٨٦ ، ٨٧ ، ١٠٧ ، و ٧ / ٣٩٩ ، و ٥ / ٣٣ ـ طبعة مصر القديمة ، وقد ذكر لها اثنا عشـر سـنداً ؛ نقلاً عن