وأبي سفيان في سبعة مواطن (١) ، ولعن رسول الله قاتل الحسين عليه السلام ، كما رواه الفريقان (٢) ..
وقد قال : سعد التفتازاني في شرح العقائد النسفية : «وإنّما اختلفوا في يزيد بن معاوية ؛ حتّى ذكر في الخلاصة وغيرها : أنّه لا ينبغي اللعن عليه ولا على الحجّاج ؛ لأنّ النـبيّ صلّى الله عليه [وآله]] وسلّم نهى عن لعن المصلّين ومَن كان من أهل القبلة ، وما نقل عن لعن النبيّ صلّى الله عليه [وآله]] وسلّم لبعض مـن أهل القبلة فلِما أنّـه يعلم من أحوال الناس ما لا يعلمه غيره.
وبعضـهم أطلق اللعـن عليه لِما أنّـه كفر حـين أمر بقتل الحسين رضي الله عنه ، واتّفقوا على جواز اللعن على مَن قتله ، وأمر به ، وأجازه ، ورضي به.
والحقّ أنّ رضا يزيد بقتل الحسين رضي الله عنه ، واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ممّا تواتر معناه ، وإن كان تفاصيله آحاداً ، فنحن لا نتوقّف في شأنه بل في إيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه» (٣).
ولا يخفى أنّ المناط والضابطة التي ذكرها التفتازاني تنطبق على كثير ممّن عادى أهل بيت النبوّة.
____________
(١) الخصال : ٣٩٧ ـ ٣٩٨ ح ١٠٥.
(٢) تاريخ بغداد ٣ / ٢٩٠ ، أُسد الغابة ٢ / ٢٢ ؛ ولاحظ ما رواه في الدرّ المنثور ٤ / ١٩١ من الروايات في ذيل الآية : (والشجرة الملعونة) ، وما رواه الخوارزمي في مقتل الحسين ١ / ١٧٦ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٤ / ٣٣٩ ، وابن حجر في لسان الميزان ٥ / ٣٧٧ ، والسيوطي في ذيل اللآلئ : ٧٦.
(٣) شرح العقائد النسفية ـ بتحقيق محمّد عدنان درويش ـ : ٢٤٧ ـ ٢٤٨.