وقال الغزّالي : «الصفات المقتضية للّعن ثلاثة : الكفر والبدعة والفسق» (١).
وقد ألّف أبو الفرج ابن الجوزي كتاباً في لعن يزيد سمّاه : الردّ على المتعصّب العنيد المانع من ذمّ يزيد ، ونسب فيه اللعن إلى العلماء الورعين (٢).
كما حكى القاضي أبو يعلى الفرّاء في كتاب المعتمد عن أحمد بن حنبل ـ وكذا الشبراوي (٣) في الإتحاف ـ أنّه جوّز لعن يزيد (٤) ، واستدلّ بقوله تعالى : (فهل عسيْتُم إن تولّيْتُم) (٥).
وحكى الدمـيري (٦) ذلك عن أبي حنيفة ومالك وأحمد.
ومثله ابن كثير (٧) ، والطبري (٨) ، والآلوسي (٩).
وحكي كذلك عن الحنفية (١٠).
وقد وقع أهل السُنّة في حيص بيص من لعن النبيّ جماعة بأسمائهم ، فأخذوا في توجيه ذلك بما يضحك الثكلى (١١) مع أنّهم رووا عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه
____________
(١) إحياء علوم الدين ٣ / ١٠٦.
(٢) الردّ على المتعصّب العنيد : ١٣.
(٣) الإتحاف بحبّ الأشراف : ٦٤.
(٤) الردّ على المتعصّب العنيد : ١٦ ـ ١٧.
(٥) سورة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ٤٧ : ٢٢.
(٦) حياة الحيوان ٢ / ١٧٥.
(٧) البداية والنهاية ٨ / ١٥٤ و ١٦٣ و ١٧٩.
(٨) تاريخ الطبري ٤ / ٥٣٧.
(٩) روح المعاني ٢٦ / ٧٣.
(١٠) الدرّ المنتقى ١ / ٦٩٢ ، فيض القدير ١ / ٢٠٥ ؛ ولاحظ الكثير من المصادر الأُخرى في نشرتنا هذه «تراثنا» العدد ٥٠ ـ ٥١ ، لسنة ١٤١٨ هـ ، ص ١٩١ ـ ٢٥٣.
(١١) لاحظ : الانتصار ـ للعاملي ـ ٣ / ١١٠ ـ ١١٢.