ونحوهما» (١).
أقـول :
وحاصل هذا الكلام : وجود المقتضي لأن تكون الصلة «بالتصرّف» ، بل إنّ الحديث ظاهر في ذلك ، وهذا هو المطلوب ، لكنّ استقلال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بالتصرّف مانع من الأخذ بالظاهر ؛ قال : «فيجب أن يحمل على المحبّة وولاء الاِسلام ونحوهما». وسيأتي الجواب عن هذا.
وهل ذكر المحبّة والعداوة دليل على الحمل المذكور؟
وقد يُدّعى أنّ قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم في ذيل الحديث : «اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ...» دليل على عدم إرادة «الأوْلى بالتصرّف» من «المولى» ، وعلى هذا «فيجب أنْ يحمل على المحبّة وولاء الاِسلام ونحوهما».
فنقـول :
أوّلاً : هذا الاستدلال ممّن يقلِّد ابن تيميّة في أباطيله عجيبٌ للغاية ، وذلك لأنّ ابن تيمية يكذّب بهذه الفقرة من حديث الغدير ؛ إذ يقول (٢) في وجوه الجواب عنه : «الوجه الخامس : إنّ هذا اللفظ ـ وهو قوله : «اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله» ـ كذبٌ باتّفاق أهل المعرفة بالحديث ...» (٣).
____________
(١) المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٦٨.
(٢) منهاج السُـنّة ٤ / ١٦ الطبعة القديمة.
(٣) لكنّ الفقرة هذه ثابتة بالأسانيد المعتبرة على أُصولهم؛ راجع : مسند أحمد بن