ديني الجواب عنهما ، فلماذا لا تنعم البشرية جمعاً بربيع الاِسلام؟! ولماذا لا ينعم المسلمون بجميع ثمار الدين؟!
وتقف بنت المصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما ـ مجيبة الأجيال عن السبب في ذلك ، وترسم لنا موطن العجز الذي أصاب المسلمين وبسببه لم يتمكّنوا من نيل هذه المنى ..
هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الدين قد بدأ وتولّد في المشيئة الاِلهية برعاية سـيّد النبيّين صلى الله عليه وآله وجهود عليّ عليه السلام ، وببركتهما ترعرع وبني صرح نظام المسلمين ، ملّةً ومجتمعاً ودولةً ، كما قال صلّى الله عليه وآله وسلم لعليّ : «إنّي وأنت أبوا هذه الأُمّة ، فمن عقّنا فلعنه الله عليه ، ألا وإنّي وأنت موليا هذه الأُمّة ، فعلى من أبق عنّا لعنة الله ، ألا وإنّي وأنت أجيرا هذه الأُمّة ، فمن ظلمنا أُجرتنا فلعنة الله عليه» (١).
وقال صلى الله عليه وآله : «أنا وعليّ أبوا هذه الأُمّة ، ولَحقّنا عليهم أعظم من حقّ أبوي ولادتهم ؛ فإنّا ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار ، ونلحقهم من العبودية بخيار الأحرار» (٢).
وقالت فاطمة عليها السلام : «أبوا هذه الأُمّة : محمّـد وعليّ ، يقيمان أودهم وينقذانهم من العذاب الدائم إن اطاعوهما ، ويبيعانهم النعيم الدائم إن وافقوهما» (٣) ..
كما يؤخذ بعين الاعتبار أيضاً الوعد الاِلهي : (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليُظْهِرَه على الدين كلّه ولو كرِه
____________
(١) بحار الأنوار ٤٠ / ٤٥ ، عن روضة الكافي والفضائل ـ لابن شاذان ـ.
(٢) بحار الأنوار ٢٣ / ٢٥٩ ح ٢٣.
(٣) بحار الأنوار ٢٣ / ٢٥٩ ح ٢٣.