الفصل الثاني
لما ذا سموا بالمعتزلة
كان واصل بن (١) عطاء وعمرو بن عبيد (٢) من تلامذة الحسن البصري (٣) ولما أحدثا مذهبا وهو أن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر اعتزلا حلقة الحسن البصري وجلسا ناحية في المسجد. فقال الناس : إنهما اعتزلا حلقة الحسن البصري فسموا معتزلة ، لذلك قال القاضي عبد الجبار (٤) وهو رئيس المعتزلة : كلما ورد في القرآن من لفظ الاعتزال فإن المراد منه الاعتزال عن الباطل فعلم أن اسم الاعتزال مدح وهذا فاسد لقوله تعالي : (وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) (٥). فإن المراد من هذا الاعتزال هو الكفر.
__________________
(١) وهو الفقيه المتكلم واصل بن عطاء البصري ولد بالمدينة سنة ٨٠ ه علي الرق وهو مولي لبني مخزوم ومات سنة ١٣١ ه وهو أول من أظهر القول بالمنزلة بين المنزلتين وكان يعرف بالغزل لأنه دائما الجلوس في سوق الغزالين نشر آراء المعتزلة في البصرة.
(٢) وهو الفقيه والزاهد والعابد والمعتزلي عمرو بن عبيد بن باب أبو عثمان قال ابن قتيبة في كتابه الإمامة والسياسة «كان يري القدر ويدعو إليه واعتزل الحسن هو وأصحابه له فسموا المعتزلة» ولد سنة ٨٠ ه ومات ١٤٢ ه بمكة.
(٣) وهو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن بن يسار البصري مولي زيد بن ثابت وقيل جابر بن عبد الله وقيل أبو اليسر ، مات سنة ١١٠ ه.
(٤) له ترجمة في الفهرست لابن النديم ١٧٩.
(٥). ٢١ ك الدخان ٤٤.