الفصل الثالث
في فرق المعتزلة
اعلم أنهم سبع عشرة فرقة :
الفرقة الأولي : الغيلانية
أتباع غيلان (١) الدمشقي وهؤلاء يجتمعون بين الاعتزال والإرجاء وغيلان (٢) هذا هو الذي قتله هشام بن عبد الملك سابع خلفاء بني مروان.
الفرقة الثانية : الواصلية (٣)
[هم] أتباع واصل بن عطاء الغزال ، وهو أول من قال : إن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر ولا منافق ولا مشرك ومن مذهبهم أن عليا وطلحة رضي
__________________
(١) وهو غيلان بن مروان وقيل غيلان بن مسلم ، ومروان أبوه كان مولي للخليفة عثمان ، وكان ابن المرتضى يقول عنه «واحد دهره في العلم والزهد والدعاء إلي الله وتوحيد وعدله وكان غيلان من بلغاء الكتاب ، قيل إنه كان من أصحاب الحارث الكذاب ، وممن آمن بنبوته ، فلما وقتل الحارث قام مقامه ، وناظر الأوزاعي فأفتي بضرورة قتله ، وقيل أيام هشام بن عبد الملك.
(٢) من آراء غيلان : القول بالاختيار. والإيمان قول ومعرفة وليس للعمل ،
(٣) أصحاب أبي حذيفة واصل بن عطاء الغزال الألثغ كان تلميذا للحسن البصري يقرأ عليه العلوم والأخبار وكانا في زمان عبد الملك بن مروان وهشام بن عبد الملك ومذهبه ومنهجه يقوم علي أربعة قواعد : القول بالقدر بالمنزلة بين