ثمّ علم الله عزّ وجلّ أنّ المنافقين سيعيبوه ; فأنزل الله : (ما كان على النبيّ من حرج في ما فرض الله له) (١)».
فقال المأمون : لقد شفيت صدري يا ابن رسول الله ، وأوضحت لي ما كان ملتبساً ، فجزاك الله عن أنبيائه وعن الإسلام خيراً (٢).
ونظير ذلك : ما روي عن الصادق (عليه السلام) : «إنّ الله بعث نبيّه بـ : إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة» (٣) ، ومثّل المفسّرون لذلك بموارد عديدة ، مثل : قوله تعالى : (فإن كنت في شكّ ممّا أنزلنا إليك) (٤).
وقوله تعالى : (يا أيّها النبيّ إذا طلّقتم النساء) (٥).
و : (يا أيّها النبيُّ اتّقِ اللهَ ولا تُطِع الكافرينَ) (٦).
و : (لئن أشركتَ ليحبطنّ عملك).
و : (ءأنت قلت للناس) في شأن عيسى (عليه السلام).
و : (ولئن اتّبعْتَ أهواءَهُم) (٧).
و : (لا تجعلْ مع الله إلهاً آخَرَ) (٨).
إلى غير ذلك من الوجوه ، التي يطول المقام بذكرها ، إلاّ أنّ المتعيّن هو التمسّك بالمحكم وحمل المتشابه عليه.
____________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٨.
(٢) الاحتجاج ـ للطبرسي ـ ٢ / ٢٢٣.
(٣) بحار الأنوار ٩ / ٢٢٢.
(٤) سورة يونس ١٠ : ٩٤.
(٥) سورة الطلاق ٦٥ : ١.
(٦) سورة الأحزاب ٣٣ : ١.
(٧) سورة البقرة ٢ : ١٢٠ و ١٤٥ ، سورة الرعد ١٣ : ٣٧.
(٨) سورة الإسراء ١٧ : ٢٢.