ومَن هو المحقّ : هل إنّ عمر هو المحقّ في تهديده لخالد وقوله له : أرئاءً؟! قتلت امرءاً مسلماً ثمّ نزوت على امرأته ، والله لأرجمنّك بأحجارك. ولا يكلّمه خالد بن الوليد ولا يظنّ إلاّ أنّ رأي أبي بكر على مثل رأي عمر فيه ، حتّى دخل على أبي بكر ، فلمّا (١) ...
أم أنّ أبا بكر هو المحقّ في قوله : يا عمر! (تأوّل فأخطأ) (٢) ، فارفع لسانك عن خالد ، فإنّي لا أشيم سيفاً سلّه الله على الكافرين (٣)؟!
ولماذا يصرّ أبو قتادة الأنصاري على موقفه من خالد؟!
ومَن هو المحقّ : أبو قتادة ، أم أبو بكر في نهيه له (٤)؟
وماذا يعني منطق الخليفة الأوّل : (تأوّل)؟ وكون أعدائه ـ المسلمين ـ من الكافرين؟
هل جاء هذا الموقف لاحتياجه إلى خالد في مواقفه الأُخرى ، أم لشيء آخر؟!
وكيف ساغ لأبي بكر أن ينهى أبا قتادة عن التعرّض لخالد ، مع أنّ اعتراض أبي قتادة كان نابعاً من القرآن الكريم والسنّة المطهرة؟!
وماذا يمكننا أن نقول في : المؤلّفة قلوبهم؟ ومَن هو المحقّ في القرار : هل هو أبو بكر أم عمر؟
فقد جاء في كتب التاريخ : إنّ أبا بكر كتب إلى عمر بأن يعطي المؤلّفة قلوبهم حقَّهم ، فلمّا أتوه مزّق الكتاب وقال : إنّا لا نعطي على الإسلام
____________
(١) تاريخ الطبري ٢ / ٥٠٤ ، تاريخ دمشق ١٦ / ٢٥٩ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٣٧٨.
(٢) الإصابة ٥ / ٥٦١.
(٣) تاريخ الطبري ٢ / ٥٨٩ ، البداية والنهاية ٦ / ٣٥٥ ، أُسـد الغابة ٢ / ٩٥ ، وغيرها.
(٤) الكامل في التاريخ ٢ / ٣٥٨.