تسعة منهم من ولد الحسين ، الذي هو من رسول الله ورسول الله منه (١).
والمراد بسببه هو : سبب الله الممدود والموصول بين السماء والأرض ; بنصّ : «إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله ، حبل ممدود بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي» (٢).
على أنّنا اليوم بالضرورة والوجدان لا نرى أولاداً نسبيّين لرسول الله إلاّ أولاد فاطمة الزهراء من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، وهذه من نبوءات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ودلائل نبوّته.
وعليه ، فإنّ هذه النصوص وغيرها تشكّكنا في مدّعى عمر بن الخطّاب ، بل توصلنا إلى أنّ الأمر لم يكن كما يصوّره أتباع مدرسة الخلفاء ; إذ العلل والأسباب التي ذكرها عمر ـ أو ذكروها له ـ في التزويج لا تتّفق مع ما يهدف إليه من هذا الزواج!
عمر وتزوّجه من النساء :
إنّ شدّة وغلظة عمر لا يمكن لأحد أن ينكرها ، حتّى أنّ النساء كنّ يكرهن التزويج منه ; لنظرته الخاصّة للمرأة ; فقد جاء في أنساب الأشراف : أنّ عمر نهر امرأة ; لأنّها تكلّمت في شيء ، بقوله : ما أنتِ وهذا؟! إنّما أنتنّ لُعب ، فاقبلي على مغزلكِ ، ولا تعرضي في ما ليس من شأنكِ (٣).
____________
(١) مسند أحمد ٤ / ١٧٢ ، سُنن ابن ماجة ١ / ٥١ ، سُنن الترمذي ٥ / ٣٢٤ ، مسند ابن أبي شيبة ٧ / ٥١٥ ، الأدب المفرد : ٨٥.
(٢) مسند أحمد ٣ / ١٨ ، ٢٧ ، ٥٩ ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة ـ ٧ / ١٧٦ ، المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ٣ / ٦٦ ; وعنه السيوطي في الدرّ المنثور ٢ / ٦٠.
(٣) أنساب الأشراف : ١٨٩ ; كما في : دراسات نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطّاب ، ط الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة ١ / ٢٤١.