وقد أقدم عمر على أكثر من امرأة فردّته ..
ففي تاريخ الطبري : ... قال المدائني : خطب ـ أي عمر ـ أُمّ كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة ، وأرسل فيها إلى عائشة ، فقالت : الأمر إليكِ.
فقالت أُمّ كلثوم : لا حاجة لي فيه.
فقالت لها عائشة : ترغبين عن أمير المؤمنين.
قالت : نعم ; إنّه خشن العيش ، شديد على النساء. فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته ، فقال : أنا أكفيك.
فأتى عمر فقال : يا أمير المؤمنين! بلغني خبرٌ ، أعيذك بالله منه.
قال : وما هو؟
قال : خطبتَ أُمّ كلثوم بنت أبي بكر؟ الى هنا لا يوجد اصل مصحح؟؟
قال : نعم. أفرغبت بي عنها أم رغبت بها عنّي؟
قال : لا واحدة ، ولكنّها حدثة ، نشأت تحت كنف أُمّ المؤمنين في لين ورفق ، وفيك غلظة ، ونحن نهابك وما نقدر أن نردّك عن خلق من أخلاقك ; فكيف بها إن خالفتك في شيء فسطوت بها؟! كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحقّ عليك.
قال : فكيف بعائشة وقد كلّمتها؟!
قال : أنا لك بها ، وأدلّك على خير منها : أُمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب ، تعلّق منها بنسب من رسول الله (١).
وفي نصّ آخر : إنّ رجلاً من قريش قال لعمر : ألا تتزوّج أُمّ كلثوم بنت أبي بكر ، فتحفظه بعد وفاته ، وتخلفه في أهله؟
____________
(١) تاريخ الطبري ٣ / ٢٧٠ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١٢ / ٢٢٢.