قال المدائني : وخطب [عمر] أُمّ أبان بنت عتبة بن ربيعة ، فكرهته وقالت : يغلق بابه ، ويمنع خيره ، ويدخل عابساً ويخرج عابساً (١).
وجاء في أُسد الغابة عن الحسن : أنّ عمر بن الخطّاب خطب إلى قوم من قريش فردّوه ، وخطب إليهم المغيرة بن شعبة فزوّجـوه (٢). فكلّ الّذين ردّوا عمر علّلوا ذلك بأنّه خشن العيش ، يدخل عابساً ويخرج عابساً ، وينظر إلى النساء نظرة جاهلية ، ويتعامل معهنّ كأنّهنّ عبيد ، وإليك ما يؤكّد صحّة مقولة القوم القرشيّين ، الّذين خطب منهم عمر فردّوه ..
فقد أخرج ابن ماجة القزويني عن الأشعث بن قيس ، أنّه قال : ضفت عمر ليلةً ، فلمّا كان في جوف الليل قام إلى امرأته يضربها ، فحجزت بينهما ، فلمّا أوى إلى فراشه قال لي : يا أشعث! احفظ عنّي شيئاً سمعته من رسول الله : لا يُسأل الرجل فيمَ يضرب امرأته ، ولا تنم إلاّ على وتر ، ونسيت الثالثة (٣).
____________
(١) تاريخ الطبري ٣ / ٢٧٠ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٤٥١ ، البداية والنهاية ٧ / ١٥٧ .. وفي المعارف ـ لابن قتيبة ـ : ١٧٥.
وانظر : البدء والتاريخ ٥ / ٧٩ ; وفيه : إنّ عمر خطب أُمّ كلثوم بنت أبي بكر ، وذلك بعد وفاة أبي بكر ، خطبها من عائشة فأنعمت له بها ، لكنّ أُمّ كلثوم كرهته ، فاحتالت حتّى أمسك عنها ، فتزوّجها طلحة بن عبيد الله فولدت له : زكريا وعائشة ... إلى آخره.
وانظر كذلك : كنز العمّال ١٣ / ٦٢٦ ح ٣٧٥٩٠ ; عن ابن عساكر ٢٥ / ٩٦ ، الروضة الفيحاء في تواريخ النساء : ٣٠٣.
(٢) أُسـد الغابة في معرفة الصحابة ٤ / ٦٤.
(٣) سنن ابن ماجة ١ / ٦٣٩ ح ١٩٨٦ ، مسند أحمد ١ / ٢٠ ، كنز العمّال ١٦ / ٤٨٣ ح ٤٥٥٦٦ و ٤٩٨ ح ٤٥٦٢٨.