وتكاد مضامين الحثّ على التقوى أن تطغى على أيّةِ دعوة زهدية أُخرى ، كمّاً ونوعاً ، وتعدّت الصِيَغ والأساليب المعهودة ، وأدخلت ـ في نهج البلاغة ـ تفاصيل يصعب حصرها بإيجاز ; حتّى لا يكاد مضمون زهدي ، أو دعوة إليه ، يجري دون أن يُفتتحَ بالدعوة إلى اتّقاء الله : (اتّقوا الله) لفظاً أو معنىً.
وتبدو الملازمة جليّة بين الدعوة إلى الزهادة والحثّ على التقوى ، وكثيراً ما يحلّ مصطلح الزهد بدل مصطلح التقوى ، فهما ـ في نهج البلاغة ـ مصطلحان يتناوبان كثيراً ، ويعطي أحدهما معنى الآخر في كثير من الدعوات والنصوص ; فتارةً يأخذ التقوى معنىً لازدراء محاسن الدنيا ،
____________
الفدية : الفداء. أرهقتهم : غشيتهم.
القوادح : جمع قادح ، وهو أُكام يقع في الشجر والأسنان.
أوهقتهم : جعلتهم في الوَهَق ; وهو حبل كالطوَل. والقوارع : المِحَن والدواهي.
ضعضعتهم : ذلّلتهم.
عفّرتهم : كبّتهم على مناخرهم في العفر ; وهو : التراب.
المناسـم : جمع مِنْسَم ، وهو مقدّم خفّ البعير ، أو الخفّ نفسه.
دان لها : خضع.
أخلد إليها : ركن لها.
السَغَب : الجوع.
الضنك : الضيق.
لا يدعون ركباناً : لا يقال لهم ركبان : جمع راكب ; لأنّ الراكب من يكون مختاراً ، وله التصرّف في مركوبه.
الأجداث : القبور.
الصفيح : وجه كلّ شيء عريض ; والمراد : وجه الأرض.
الأجنان : القبور.
الرُفات : العظام المندقّة المحطومة.