[استدراكات المؤلّف]
وقع في آخر هذا الخبر قوله : «فاستأنفا ، فإذا أقبلا على المسألة ، قالت الملائكة بعضها لبعض : تنحّـوا عنهما ; فإنّ لهما سرّاً ، وقد سرَّه الله عليهما».
قال إسحاق : «فقلت : جعلت فداك ، فلا يكتب عليهما لفظهما ، وقد قال الله عزّ وجلّ : (ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد) (١)؟
قال : فتنفّس أبو عبد الله الصعداء ، ثمّ بكى حتّى أخضلت دموعه خدّيه ولحيته ، فقال : يا إسحاق! إنّ الله تبارك وتعالى إنّما أمر الملائكة أن تعتزل المؤمنَين إذا التقيا ; إجلالاً لهما ، وأنّه وإن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ، ولا تعرف كلامهما ، فإنّه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السرّ وأخـفى» (٢) ..
وقد وقع الخبر بطريق آخر (٣). الصعداء ـ بالضمّ والمدّ ـ : تنفّس ممدود. الصحاح (٤).
أخضلت الشيء فهو مخضلّ ، إذا بللته. الصحاح (٥).
____________
(١) سورة ق ٥٠ : ١٨.
(٢) الكافي ٢ / ١٤٧ ح ٢ ، ثواب الأعمال : ١٧٦ ح ١ ، مشكاة الأنوار ٢ / ٣٨ ح ٧ ، وسائل الشيعة ١٢ / ٢٣٢ ح ١ ، مستدرك وسائل الشيعة ٩ / ٦٨ ح ١ ، بحار الأنوار ٧٦ / ٣٥ ح ٣٣.
(٣) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١٧٦ ح ١ : عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن عبّاد بن سليمان ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، عن إسحاق بن عمّار الصيرفي.
(٤) الصحاح ٢ / ٤٩٨.
(٥) الصحاح ٤ / ١٦٨٥.