ولئن أعول أهل بيت من المسلمين : أسدّ جوعتهم ، وأكسو عورتهم ، وأكفّ وجوههم عن الناس ، أحبّ إلَيّ من أن أحجّ حجّة وحجّة وحجّة ، ومثلها ومثلها ـ حتّى بلغ السبعين ـ» (١).
وفي رواية مختلفة ، فيها : «عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال :» يا مفضّل! اسمع ما أقول لك ، واعلم أنّه الحقّ ، وافعله ، وأخبر به علية إخوانك.
قلت : جعلت فداك ، وما علية إخواني؟
قال : الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم. ثمّ قال : ومن قضى لأخيه المؤمن حاجة ، قضى الله عنه عزّ وجلّ يوم القيامة مائة ألف حاجة ، من ذلك أوّلها الجنّة ، ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنّة بعد أن لا يكونوا نصّاباً.
وكان المفضّل إذا سأل الحاجة أخاً من إخوانه ، قال له : ما تشتهي أن تكون من علية الإخوان؟
وهذا الخبر لمفضّل بن عمر (٢).
وروى المفضّل أيضاً ، عنه (عليه السلام) أنّه قال : «إنّ الله عزّ وجلّ خلق خلقاً من خلقه انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ; ليثيبهم على ذلك الجنّة ، فإن استطعت أن تكون منهم فكن. ثمّ قال : لنا والله رَبٌّ نعبده ولا نشرك به شيئاً» (٣).
وقال مولانا محمّد أمين الأسترآبادي : إنّ هذا قد دلّ على أنّ
____________
(١) الكافي ٢ / ١٥٦ ح ١١ ، بحار الأنوار ٧٤ / ٣٢٩ ح ١٠٠.
(٢) الكافي ٢ / ١٥٤ ح ١ ، مصادقة الإخوان : ٥٢ ح ٢ ، بحار الأنوار ٧٤ / ٣٢٢ ح ٩٠.
(٣) الكافي ٢ / ١٥٤ ح ٢ ، وسائل الشيعة ١٦ / ٣٥٧ ح ٢ ، بحار الأنوار ٧٤ / ٣٢٣ ح ٩١.