قال : تنفع فقرائهم؟
قلت : نعم.
قال : أما أنّه يحقّ عليك أن تحبّ مَن يحبّ الله ، أما والله لا تنفع منهم أحداً حتّى تحبّه. أتدعوهم إلى منزلك؟
قلت : نعم ، ما آكل إلاّ ومعي الرجلان والثلاثة والأقلّ والأكثر.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : والله إنّ فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم.
فقلت : جعلت فداك ، أطعمهم طعامي وأوطئهم رحلي ويكون فضلهم علَيَّ أعظم؟
قال : نعم ، إنّهم إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك ، وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك» (١).
وعـن أبي جـعفر (عليه السلام) : «إنّه أحبّ إلَيّ من عتق أفق من الناس ، والأفق : عشرة آلاف» (٢).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في نصّ آخر : «أنّه مثل مَن أطعم فئاماً من الناس. والفئام مائة ألف من الناس» (٣).
الفئام : الجماعة من الناس ، لا واحد له من لفظه ، والعامّة تقول : فيام ، بلا همز. الصحاح (٤).
____________
(١) الكافي ٢ / ٦١ ح ٨ ، المحاسن : ٣٩٠ ح ٣٧ ، وسائل الشيعة ٢٤ / ٣٠٤ ح ٣ ، بحار الأنوار ٧٤ / ٣٦٢ ح ٢٠.
(٢) الكافي ٢ / ١٦٢ ح ١٠ ، المحاسن : ٣٩١ ح ٣٢ ، دعائم الإسلام ٢ / ١٠٦ ، وسائل الشيعة ٢٤ / ٣٠١ ح ٢ ، بحار الأنوار ٧٤ / ٣٧٦ ح ٧٢.
(٣) الكافي ٢ / ١٦٢ ح ١١ ، المحاسن : ٣٩٢ ح ٣٤ ، الاختصاص : ٣٠ ، ثواب الأعمال : ١٦٤ ح ١ ، وسائل الشيعة ٢٤ / ٣٠٥ ح ٤ ، بحار الأنوار ٧٤ / ٣٧٦ ح ٧٣.
(٤) الصحاح ٥ / ٢٠٠٠.