وعن معمر بن راشد ، عن الزهري محمّد بن مسلم بن شهاب ، قال : «سئل عليّ بن الحسين (عليه السلام) : أيُّ الأعمال أفضل عند الله عزّ وجلّ؟
فقال : ما من عمل بعد معرفة الله عزّ وجلّ ومعرفة رسوله ، أفضل من بُغض الدنيا ، وإنّ لذلك شُعباً كثيرة ، وللمعاصي شُعباً ..
فأوّل ما عصي الله به : الكبْر ; وهي معصية إبليس حين (أبى واستكبر وكان من الكافرين) (١).
والحرص ; وهي معصية آدم وحوّاء حين قال الله عزّ وجلّ لهما : (فكُلا من حيث شئتما ولا تقربا ...) (٢). فأخذا ما لا حاجة لهما إليه ، فدخل ذلك على ذرّيّتهما إلى يوم القيامة ; وذلك إنّ أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه.
ثمّ : الحسد ; وهي معصية ابن آدم ، حيث حسد أخاه فقتله.
فتشعّب من ذلك : حبّ النساء ، وحبّ الدنيا ، وحبّ الرئاسة ، وحبّ الراحة ، وحبّ الكلام ، وحبّ العلوّ ، والثروة ..
فصرن سـبع خصال ، فاجتمعن كلّهنّ من حبّ الدنيا ; فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك : حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة. و : الدنيا دنيا آن : دنيا بلاغ ، ودنيا ملعونة» (٣).
والمراد بالبلاغ : البلاغ إلى الآخرة ، كما وقع في الحديث : «الدنيا مزرعة الآخرة» (٤).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) ، أنّه قال : «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ طلب
____________
(١) سورة البقرة ٢ : ٣٤.
(٢) سورة الأعراف ٧ : ١٩.
(٣) الكافي ٢ / ٢٣٩ ح ٨ ، وسائل الشيعة ١٦ / ٨ ح ٢ ، بحار الأنوار ٧٣ / ١٩ ح ٩.
(٤) عوالي اللآلئ ١ / ٢٦٧ ح ٦٦ ، وانظر : بحار الأنوار ٧٠ / ٢٣٥.