الدنيا إضرار بالآخرة ، وفي طلب الآخرة إضرار بالدنيا ، فأضرّوا بالدنيا ; فإنّها أحقّ بالإضرار» (١).
وفي الصحيح عن أبي عبيدة الحذّاء ، قال «: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : حدّثْني بما أنتفع به. قال : يا أبا عبيدة! أكثر ذكر الموت ; فإنّه لم يكثر إنسان ذكر الموت إلاّ زهد في الدنيا» (٢).
وقال أبو جعفر (عليه السلام) : «ملك ينادي في كلّ يوم : ابن آدم! لِدْ للموت ، واجمع للفناء ، وابنِ للخراب» (٣).
وبه قال بعض الشعراء (٤) :
له مـلك ينادي كـلّ يـوم |
|
لِدوا للموت وابنوا للخراب |
وعن محمّد بن يحيى ، عن علي بن الحكم ، عن عمر بن أبان ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : «قال عليّ بن الحسين (عليه السلام) : إنّ الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإنّ الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكلّ منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ..
ألا وكونوا من الزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة ; ألا إنّ الزاهدين في الدنيا اتّخذوا الأرض بساطاً ، والتراب فراشاً ، والماء طيباً ، وقرضوا من الدنيا تقريضاً.
ألا ومَن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشهوات ، ومَن أشفق من النار
____________
(١) الكافي ٢ / ١٠٦ ح ١٢ ، وسائل الشيعة ١٦ / ١٧ ح ٢ ، بحار الأنوار ٧٣ / ٦١ ح ٣٠.
(٢) الكافي ٢ / ١٠٦ ح ١٣ ، وسائل الشيعة ٢ / ٤٣٤ ح ١ ، بحار الأنوار ٧٣ / ٦٤ ح ٣١.
(٣) الكافي ٢ / ١٠٧ ح ١٤ ، الاختصاص : ٢٣٤ ، مشكاة الأنوار ٢ / ٢٦٩ ح ١٧٧١ ، مستدرك وسائل الشيعة ١٥ / ٢٢٩ ، بحار الأنوار ٧٣ / ٦٤ ح ٣٢.
(٤) أنوار العقول من أشعار وصيّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : ١١٩.