«قال أبو ذرّ : جزى الله الدنيا عن مذمّة بعد رغيفين من الشعير ; أتغدّى بأحدهما ، وأتعشّى بالآخر ، وبعد شملتي الصوف ; اتّزر بأحدهما ، وأتردّى بالآخر» (١).
ومثله قد وقع في أحاديث.
وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال : «قال أبو جعفر (عليه السلام) : مثل الحريص على الدنيا ، كمثل دودة القز ; كلّما ازداد على نفسها لفّاً ، كان أبعد لها من الخروج ، حتّى تموت غمّاً» (٢).
قال : «وقال أبو عبد الله (عليه السلام) : كان في ما وعظ به لقمان ابنه : يا بني! إنّ الناس قد جمعوا قبلك لأولادهم ، فلم يبق ما جمعوا ، ولم يبق مَن جمعوا له ، إنّما أنت عبد مستأجر ، قد أُمرت بعمل ووُعِدت عليه أجراً ، فأوفِ عملك واستوفِ أجرك ، ولا تكن في هذه الدنيا بمنزلة شاة وقعت في زرع أخضر ، فأكلت حتّى سمنت ، فكان حتفها عند سمنها ، ولكن اجعل الدنيا بمنزلة قنطرة على نهر ، جزت عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر ، أخربها ولا تعمرها ; فإنّك لم تؤمر بعمارتها» (٣).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) ، أنّه [قال] : «كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض أصحابه يعظه : أُوصيك ونفسي بتقوى الله ، مَن لا تحلّ معصيته ، ولا يُرجى غيره ، ولا الغنى إلاّ به ..
فإنّ من اتّقى الله عزّ وجلّ ، وقوي وشبع وروي ، ورفع عقله من أهل
____________
(١) الكافي ٢ / ١٠٨ ح ١٨ ، روضة الواعظين : ٢٨٥ ، بحار الأنوار ٧٣ / ٦٤ ح ٣٣.
(٢) الكافي ٢ / ٢٣٨ ح ٧ ، مشكاة الأنوار : ٢ / ١٨٩ ح ١٥٥٠ ، وسائل الشيعة ١٦ / ١٩ ح ١ ، بحار الأنوار ٧٣ / ٦٨ ح ٣٦.
(٣) الكافي ٢ / ١٠٩ ح ٢٠.