ذلك فليطالع الجزء الأوّل من شرح ابن أبي الحديد للـنهج ، وينظر : كيف أثبت لعليّ عليه السلام الوصيّة عن سائر المسلمين (١)؟!
ومثله : في مسند أحمد بن حنبل (٢) ، وكتاب الفضائل (١) وغيره.
ومثله : في البخاري : عن الأسود (٤) ، فإنّه قال : ذكروا عند عائشة أنّ عليّاً وصيّاً (٥).
وأيضاً إذا ثبت أنّه وصيّه في أهله ، كما ذكره ابن حنبل في مسنده ، كيف يوصي إلى غيره بهذه التي يخرج أهله ، ويخالف قوله تعالى : (يوصيكُمُ اللهُ في أولادِكُم) (٦) ، ولم يُعلم أهله ، ولا وصيّه فيهم؟!
وأين الرأفة والرحمة؟!
وكيف يكون عزيزاً عنتهم عليه ، وهو في أهله سبب لفتنتهم؟!
وحاشاه من جميع ذلك.
وإذا لم يورث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولا مال له ، وبزعم (٧) الخصم أنّ الوصيّة
____________
(١) انظر : شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ٩٩ و ١٣٩ و ٢١٥ ، وج ٢ / ٥٤ و ٢٩١ ، وج ٦ / ٣ و ١٩٧ ، وج ٧ / ١٥٠.
(٢) قال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ١٥٢ : حدّثنا عبد الله ، حدّثني حجّاج ابن الشاعر ، حدّثنا شبابة ، حدّثني نعيم بن حكيم ، حدّثني أبو مريم ورجل من جلساء عليّ ، عن عليّ رضي الله عنه ، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يوم غدير خم : «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه» ، قال : فزاد الناس بعد : «والِ من والاهُ وعادِ من عاداهُ».
(٣) فضائل الصحابة ـ لأحمد بن حنبل ـ : ١٤ و ١٥.
(٤) هو : الأسْود بن يزيد بن قيس النخعي أبو عمرو ، ويقال : أبو عبد الرحمن الكوفي ; انظر : تهذيب الكمال ٢ / ٢٣٣ رقم ٥٠٩.
(٥) انظر : كتاب الوصايا من صحيح البخاري ٤ / ٣ ، وفي فتح الباري ـ لابن حجر العسقلاني ـ ٥ / ٢٦٩.
(٦) سورة النساء ٤ : ١١.
(٧) في «ض» : «بزعم».