بمعزل عن الإمامة ، فإذا لم يُعلمه بذلك خلت الوصيّة من الفائدة وتعطّلت ; وهو محال.
وإذا بطل الأمران ; تعيّن ابتزاز إرثها وأنّها مظلومة ، وما زالت ، وبعلها كذلك ..
ومصداقه : ما أخرجه ابن قتيبة في كتاب «السياسة والرياسة» من قول عليّ عليه السلام لولده : «والله يا بنيّ ما زلت مظلوماً مَبغيّاً علَيّ منذ هلك جدُّك (صلى الله عليه وآله وسلم)» (١).
[بطلان قول : «لا نورث ما تركناه صدقة» :]
ولا يخفى عليك بطلان قولهم : «لا نورث ...» ، بعد قوله تعالى : (وورث سليمانُ داودَ) (٢) ، وقوله في حقّ زكريّا : (يرثني ويَرِثُ من آل يعقوبَ واجْعَلْه ربِّ رضيّاً) (٣) ..
فإن قال المخالف :
المراد بالإرث : العلم والنبوّة دون المال ; إذ لا يخصّ سليمان ميراث أبيه داود دون باقـي أولاده وزوجاتـه. ويرث مال آل يعقوب أولادهم ، لا ابن زكريّا.
أُجيب :
بأنّ العلم والنبوّة لا يورثان ، وإلاّ كنّا أنبياء ..
____________
(١) انظر : الإمامة والسياسـة ـ لابن قتيبة ـ : ٤٩ ، ط مصر ، وص ٦٨ ، ط بيروت.
(٢) سورة النمل ٢٧ : ١٦.
(٣) سورة مريم ١٩ : ٦.