وكذا يلزم العبّاس (رضي الله عنه) من الطعن.
فإن قال المخالف :
هذا معارض بأنّ أبا بكر ما ظلم ولا غشـم (١) ، ولا غصب يهوديّاً حقّه ، فكيف يصنع ذلك بأهل بيت رسول الله؟! وكذلك عمر ..
الجواب :
إنّ هذا كلام جاهل لم ينعم النظر في الآثار ، وما جاء في صحيح الأخبار ، وقد أجمع المسلمون كافّة على أنّه خالف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته هو وعمر ، ومنعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كتابة الكتاب (٢) ، ومَن أحبّ معرفة ذلك فليقف على البخاري وما أخرجه من حديث ابن عبّاس ، وقوله : يوم الخميس ، وما أدراك ما يوم الخميس؟!
وبكائه وقوله : إنّ الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله وبين كتابة الكتاب ... إلى آخره (٣).
وإن شـككت ، فـفي كتاب ابن قتيـبة ما يغنيـك ، ويزيـل شـكّك ويشفيك ، ولو لم يكن فيه إلاّ قول فاطمة عليها السلام لأبي بكر وعمر :
____________
وفي مصابيح السنّة ـ للفرّاء البغوي ـ ٢ / ٤٦٢ ح ٢٧٦١ ، عن أنس (رضي الله عنه) ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، قال : حسبك من نساء العالمين : مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد ، وآسية امرأة فرعون.
(١) في «ب» : «ولا غنم».
(٢) في النسخ : «من كتاب الكتاب» ; وأثبتنا الأنسب.
(٣) انظر : صحيح البخاري ٦ / ١١ و ١٢ باب : مرض النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).