والله! لأشكونّكما إلى رسول الله ، وقولها (١) لأبي بكر : والله! لأدعونّ الله عليك في كلّ صلاة أُصلّيها ، لكفانا في مطلوبنا (٢).
وقوله : إنّ الرجل ـ يعني النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ليهجر ، أي : يهذي ، ويقول غير الحقّ ، وفي رواية : لا يعلم ما يقول ; وهذا كفر.
وقد ذكر البخاري حديث العثماني ، وقد قال لصاحبه : أبَلغك أنّ عليّاً كان فى مَن رمى عائشة بالإفك؟! ومثله قول عائشة.
وفيه : فأمّا أُسامة فقال بما يعلم من نفسه ومن براءة أهله : الزم أهلك. وأمّا عليّ فقال : النساء لك كثيرة ، ولن يضيّق الله عليك ، وسل الجارية تصدّقك ... إلى آخره ..
وهذا إذا تأمّله المتأمّل وجد فيه غاية الطعن في عليّ (عليه السلام).
ومن ذلك ما أخرجه البخاري من قول عائشة : إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج في مرضه ، يده اليمنى على كتف رجل واليسرى على كتف ابن عبّاس ، وقول ابن عبّاس : أتعرف مَن الرجل (٣) الذي لم تسمّ عائشة؟! قال : لا. قال ابن عبّاس : هو عليّ بن أبي طالب (٤).
وقـد عرفت حـربها له (٥) ، ونهب بيت مال المسلمين بالبصرة ، وضرب عثمان بن حنيف عامله عليها ، ونتف لحيته وإشفار عينيه ورأسه ، وهو صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشيخ الأنصار وزاهدهم.
____________
(١) في «مج» و «ض» : «قولهما».
(٢) انظر : كتاب الإمامـة والسياسـة ـ لابن قتيبة الدينوري ـ : ٢٠ ، ط القاهرة ، وص ٣١ ، ط بيروت.
(٣) في «مج» و «ض» : «الرجال».
(٤) انظر : صحيح البخاري ٦ / ١٤.
(٥) في «مج» و «ض» : «بهاله». وفي «ب» : «حربها» فقط.