[الحسـد للإمام عليّ (عليه السلام) :]
وكان أسّس شرّ حسد أبي بكر وعمر لعليّ حين خطبا فاطمة فلم يزوّجهما النبيّ وزوّج عليّاً ..
كما أخرجه في جامع الأُصول [عن] النسائي ، عن بريدة ، قال : خطب أبو بكر وعمر فاطمة ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّها صغيرة» ، «فخطبها عليّ فزوّجها منه» (١).
ومثله من الجامع أيضاً : خطب أبو بكر فاطمة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّها صغيرة ، وخطبها عمر فقال مثل ذلك ، فخطبها عليّ فزوّجه إيّاها (٢).
وانضاف (٣) إلى ذلك أسباب ، منها : ما أُجمع عليه من قصّة براءة ، وجَبْه أبي بكر وردّه بعليّ (عليه السلام) بوحي من الله تعالى ..
وهذا فيه غاية الطعن على أبي بكر ; حيث لم يره الله ورسوله أهلاً أن يتولّى على آيات مخصوصة ، يتلوها على قوم مخصوصين ، فكيف يتولّى على أُمور من جملتها جمع الكتاب العزيز؟ وكان الردّ بالحجّة فيه.
وغدير خُـمّ ; وفيه كان نصب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً (عليه السلام) أميراً في السنة الثانـية ، وإنّما خصّ ذلك الموضع لينبّه على القول (٤) الأوّل ، وما ذاك
____________
(١) جامع الأُصول ٨ / ٦٥٨ ح ٦٥٠٣ ; رواه عن النسائي ، وفي ط مؤسّـسة التاريخ الإسلامي ٩ / ٤٧٤.
(٢) جامع الأُصول ٨ / ٦٥٨ ح ٦٥٠٣ ; رواه عن النسائي ، وفي ط مؤسّـسة التاريخ الإسلامي ٩ / ٤٧٤.
(٣) كذا في النسخ ; ولعلّ الأصحّ : «ويضاف».
(٤) في «ب» : «العزل».