إلاّ إيقاظ منه صلّى الله عليه وآله (١) لذي غفلة ، أعاذنا الله سبحانه منها.
ومن الأسباب الموجبة لشيخنا : تعريض النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بأبي بكر وعمر عند إعطائه الراية لعليّ (عليه السلام) بقوله : كرّاراً غير فرّار. وقوله : رجلا لا يفرّ. وقوله : لا يرجع حتّى يفتح الله عليه. وفي رواية : على يديه ..
وقد أخرج جميع ذلك أحمد في كتابيه : المسند والفضائل ، وقد ذكر البخاري بعض ذلك : من محبّة الله ورسوله له ، وذكر الفتح.
وأنت إذا تأمّلت ـ أيّدك الله بلطفه ـ حديث مالك (٢) بن أوس بن الحدثان ، المجمع عليه من الصحاح السـتّة ، وجدت فيه معظم الطعن على عليّ (عليه السلام) ، بل على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومن عمر في قوله عن العبّاس : وجئتني أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك؟ ولم يسمّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، مع أنّ الله سبحانه لم يصرّح باسمه إلاّ في مكان مدَحَه فيه ; كقوله : (محمّد رسول الله) (٣).
وقوله : (من بعدي اسمه أحمد) (٤).
____________
(١) في «مج» و «ض» : «عليه السلام».
(٢) في «مج» و «ض» : «ماكد» ; وهو خطأ. انظر : ترجمة مالك بن أوس في الجرح والتعديل ـ للرازي ـ ٨ / ٢٠٣ رقم ٨٩٦.
(٣) سورة الفتح ٤٨ : ٢٩ ; والآية بتمامها : (محمّد رسول الله والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعاً سجّداً يبتغون فضلا من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يُعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفّار وَعَدَ الله الّذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً).
(٤) سورة الصفّ ٦١ : ٦ ; والآية بتمامها : (وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إنّي رسول الله إليكم مصدّقاً لما بين يديّ من التوراة ومبشّراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلمّا جاءهم بالبيّنات قالوا هذا سحر مبين).