بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والعبّاس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهما حينئذ يطلبان أرضه [من] فدك ، وسهمه من خيبر ، فقال أبو بكر : إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة.
فهجرته فاطمة ولم تكلّمه في ذلك حتّى ماتت ، فدفنها عليّ ليلا ولم يؤذن بها أبو بكر ..
وفي الحديث : فقال رجل للزهري : فلم يبايعه عليّ ستّة أشهر؟ فقال : لا والله ، ولا واحد من بني هاشـم (١).
وأقول :
ممّا يدلّ على قول الإمامية : إنّ مبايعة عليّ (عليه السلام) بعد الستّة أشهر لم تكن عن رضاً قلبيّ : ما حكاه في جامع الأُصول من اعتقاده في أبي بكر وعمر أنّهما : كاذبان ، غادران ، آثمان ، خائنان. واستمرّ اعتقاده (٢) هذا إلى خلافة عمر ; فأين الرضا؟! لولا ضعف البصيرة ، بل عماها (٣).
ويؤيّد ذلك : ما حكاه البخاري من بيعة عليّ ; فإنّه قال : فصعد المنبر وقال : معاشر الناس! كنّا نرى أنّ لنا في هذا الأمر شيئاً فاستبددتم به ... إلى آخره (٤).
____________
(١) جامع الأُصول ٤ / ٤٨٢ ح ٢٠٧٩ ، وفي ط دار الفكر ٤ / ١٠٣ ح ٢٠٧٨ ; و «نحن معاشر الأنبياء» غير موجودة فيه ، ثمّ انظر : تاريخ المدينة المنوّرة ١ / ١٩٧ ح ١٩٦.
(٢) في النسخ : «اعتقادهما» ; وأثبتنا ما هو الأصحّ.
(٣) في «مج» و «ض» : «عماهما».
(٤) انظر : صحيح البخاري ٥ / ١٧٨ باب : غزوة خيبر.