بعدك ، إنّهم لم يزالوا مرتدّين منذ فارقتهم (١) ، فأقول : سحقاً لمن غيّر بعدي (٢).
أو كما قال : وجدت فيه تصديق قوله تعالى : (ثُمّ كانَ عاقِبَةَ الّذينَ أساؤوا السُوأى) (٣).
وإن أحببت أن تعرف الفرق بين الفريقين ، وقيمة الرغام من
____________
(١) في النسخ : «فارقهم» ; وأثبتنا الكلمة من المصادر.
(٢) صحيح البخاري ٦ / ١٢٢ ، في تفسير سورة الأنبياء ; وفيه : «ألا إنّه يُجاء برجال من أُمّتي فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا ربّ! أصحابي ، فيقال : لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : (وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم فلمّا توفّيْتَني كنتَ أنت الرقيبَ عليهم وأنت على كلِّ شيء شهيدٌ)).] سورة المائدة ٥ : ١١٧] ، فيقال : إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم».
ورواه الطبراني عن ابن عبّاس ، مع اختلاف في اللفظ ، في المعجم الأوسط ٣ / ٤١٧ ح ٢٨٩٥.
وذكر الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين ٢ / ٤٤٧ ، قال : حدّثني عليّ بن عيسى الحيري ، حدّثنا مسـدّد بن قطن ، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا معاوية بن هشام ، حدّثنا سفيان ، حدّثنا المغيرة بن نعمان ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «يؤخذ بناس من أصحابي ذات الشمال ، فأقول : أصحابي! أصحابي! فيقال : إنّهم لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم : (وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم فلمّا توفّيْتَني كنتَ أنت الرقيبَ عليهم)».
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ..
وذكره الذهبي أيضاً في تلخيص المستدرك ، كما رواه الحاكم.
وفي جامع الأُصول ١٠ / ٤٦٨ ، ٤٦٩ ، ٤٧٠ ، ٤٧١ ، ٤٧٢ ، رواه مفصّلاً ; فراجع.
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ١١ / ٣٨٧ ح ٦٥٠٢ ; وفيه : «إنّهم قد بدّلوا بعدك ، فأقول : سحقاً سحقاً».
ورواه مسلم في صحيحه ، كتاب الفضائل ، ٤ / ١٧٩٥ وج ١ / ٢١٨.
(٣) سورة الروم ٣٠ : ١٠ ; والآية بتمامها : (ثُمّ كانَ عاقِبَةَ الّذينَ أساؤوا السُوأى أنْ كَذَّبوا بآياتِ اللهِ وكانوا بِها يَسْتَهْزِؤون).