فانظر أيّها الأخ إلى هذا الحديث الذي أخرجه الخصم ، ووقف (١)عليه ; كيف يُحجى (٢) بالتصديق لجميع ما أوردناه في هذه النبذة ، من شدّة سروره (صلى الله عليه وآله وسلم) بفتح خيبر على يده ، بعد شـدّة غمّه بانهزام أبي بكر وعمر.
ومنها : قوله [(صلى الله عليه وآله وسلم)] : تبرئ عنّي ذمّتي ; وفيه ترجيح دعواه على دعوى أبي بكر وعمر في فدك وغيرها (٣).
ومنها : أوّل مَن يدخل الجنّة معي ; لقوله تعالى : (والسابِقونَ السابِقونَ) (٤).
ومنها : قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «حَرْبُكَ حَرْبي» ، انتهى.
ومنها قوله [(صلى الله عليه وآله وسلم)] : «وأنّ الحَقَّ معك». انتهى.
ومنها قوله [(صلى الله عليه وآله وسلم)] : «ولنْ يَرِدَ الحَوْضَ مُبْغِضٌ لَكَ» ..
فانظر : هل كان حربهُ وكوَدَهُ ومخاصمتهُ وسلبهُ ملكَهُ محبّة أم بغضاً؟!
ولعمري! لقد كان قادراً على الانتصار ، ولكن خاف على ارتداد بعض الناس ; لأنّ الدين كان قريب العهد من الجاهليّة ..
وكيف لا؟! وقد أجمع المسلمون على الحديث الذي أخرجه صاحب الوسـيلة في خصائصه ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أنّه قال : «إذا كان يوم القيامة حشر عليّ أمامي وبيده لواء الحمد يحمله». فقال رجل من
____________
ورواه أيضاً القندوزي في ينابيع المودّة ١ / ٢٠٠ ، ٣٩١ ، والطبراني في المعجم الكبير ١ / ٣٢٠.
(١) في «ب» : «واقف».
(٢) كذا في «ب» ، وفي «مج» و «ض» : «يستحي».
(٣) في النسخ : «وغيرهما» ; ولعلّ ما أثبتناه هو الأنسـب.
(٤) سورة الواقعة ٥٦ : ١٠ ; والعبارة في «ب» : «أوّل معنى مَن يدخل الجنّة معنى».