ثمّ سنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) النوافل أربعاً وثلاثين ركعة ، مثلي الفريضة ، فأجاز الله عزّ وجلّ له ذلك.
والفريضة والنافلة إحدى وخمسون ركعة ، منها ركعتان بعد العتمة جالساً تعدّ بركعة مكان الوتر.
وفرض الله عزّ وجلّ في السنة صوم شهر رمضان ، وسنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صوم شعبان وثلاثة أيام في كلّ شهر ، مثلي الفريضة ، فأجاز الله عزّ وجلّ له ذلك.
وحرّم الله عزّ وجلّ الخمر بعينها ، وحرّم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المسكر من كلّ شراب ، فأجاز الله عزّ وجلّ له ذلك.
وعاف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أشياء وكرهها ، ولم ينه عنها نهي حرام ، إنّما نهى عنها نهي إعافة وكراهة ، ثمّ رخّص فيها ، فصار الأخذ برخصته واجباً على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ..
ولم يرخّص لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ما نهاهم عنه نهي حرام ، ولا في ما أمر به أمر فرض لازم ، فكثير المسكر من الأشربة نهاهم عنه نهي حرام ، لم يرخّص فيه لأحد ، ولم يرخّص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأحد تقصير الركعتين اللتين ضمّهما إلى فرض الله عزّ وجلّ ، بل ألزمهم ذلك إلزاماً واجباً ، لم يرخّص لأحد في شيء من ذلك إلاّ للمسافر ، وليس لأحد أن يرخّص شيئاً ما لم يرخّصه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فوافق أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الله عزّ وجلّ ، ونهيه نهي الله عزّ وجلّ ، ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى» (١).
____________
(١) أُصول الكافي ١ / ٢٦٦.