في سنة (١٣٦٧ ه. / ١٩٤٧ م) ، وجاء تحقيقه «لا جيّدا ولا رديئا» ـ كما يقول الدكتور بشّار عوّاد معروف ، في دراسته عن الذهبيّ ومنهجه في تاريخ الإسلام.
ولا أخفي أنّني استعنت بالجزء المطبوع الّذي يستر لي مئونة العودة إلى الأصول المخطوطة ، كما استفدت من تعليقات «القدسي» في الحواشي ، فأبقيت أغلبها ، وزدت على بعضها في التعليق ، زيادة في التوضيح ، وأضفت حواشي جديدة لا بدّ منها ليأتي التحقيق أقرب إلى الكمال ـ وليس هو الكمال مطلقا ـ فهذا أمر لا أدّعيه. وقد عملت جهدي في تصويب بعض الأخطاء والأوهام التي وقعت في طبعة «القدسي» ، ونبّهت إليها في الحواشي. كما قمت بتخريج الأحاديث النبويّة الشريفة ، وأحلت إلى المصادر الأساسية لتوثيق متن المؤلّف ، وصنعت عدّة فهارس لهذا الجزء تساعد الباحثين وتيسّر لهم الوقوف على ما يريدونه من مواضيع محدّدة ، واشتملت الفهارس على : فهرس أوائل الآيات الكريمة ، وأوائل الأحاديث الشريفة ، وأوائل الأشعار ، وفهرس أعلام الرجال ، وأعلام النساء ، وفهرس الأصنام ، وفهرس الأمم والشعوب والقبائل والطوائف ، وفهرس الأيام ، وفهرس المصطلحات ، وفهرس الأماكن والبلاد ، وفهرس المصادر والمراجع التي اعتمدتها في التحقيق ...
وقد أبقيت في المتن على ترقيم أوراق نسخة الأصل المخطوطة في أياصوفيا ، مع التنبيه إلى أنّ هناك نقصا في هذه النسخة ، عملت على استدراكه من نسختي حيدرآباد والأمير عبد الله ، ومن «مختصر» ابن الملّا أيضا. وأضفت أحيانا بعض العبارات على الأصل نقلا عن مصادر أخرى ، مثل «سيرة ابن هشام» ، أو «تاريخ الطبري» أو «السيرة النبويّة» لابن كثير ، وغيره ، ووضعت الإضافة بين حاصرتين [ ] ، أمّا الآيات القرآنية فهي بين هلالين كبيرين ( ) ، وقمت بضبط وتحريك الكثير من أسماء الأعلام ، ومن المفردات التي يستشكل في قراءتها ، مع شرح معاني الألفاظ التي يغمض فهمها ، في الحواشي.