بعطائها وآثارها الحضارية التي ظلت شاخصة حتى عهد قريب.
* * *
وعليه فقد تأتى للنجف بعد هجرة الطوسي إليها واتخاذها موطنا له ان تنشط للحركة العلمية نشاطا ملحوظا .. بحيث ظل هذا النشاط ـ خلا فترة يسيرة ـ متأصلا وممتدا إلى هذا الحين.
وكان طبيعيا أن تتسع عبر كل هذه الحقبة دائرة المعارف التي يتلقاها الدارسون في حاضرة النجف ، وبخاصة تلك المتعلقة بالدراسات الشرعية واللغوية ، وأن يتسع أيضا حجم هذه الدراسات وما ينتج عنها من مصنفات وآثار مختلفة.
والمعروف ان هذه المصنفات والآثار ـ حسبما تشير إليه بعض الاحصاءات ـ قد شغلت حيزا غير يسير من مساحة الموسوعات المعجمية الخاصة بكتب الحاضر والتراث ، بيد أنه لم يتسن لأية جهة علمية او مركز من مراكز المعرفة المعنية بنشر التراث وغيره ان تنهض بنشر ما يتناسب والحاجة من تلك المصنفات وتحقيق ما يفتقر منها إلى التحقيق.
(٢)
لذلك وضعت « جمعية منتدى النشر » في برنامجها منذ تأسيسها قبل نحو من خمسة عقود زمنية ان تعمل على نشر تلك المصنفات وتعميم الانتفاع بها ، وبالفعل فقد تهيأ لها ان تنشر بعضا منها ولعدد من المؤلفين القدامى والمعاصرين. وتعبيرا عن اهمية هذه المنشورات وقيمتها الفكرية والأدائية لوحظ أن عددا من دور النشر المعروفة