أما حقيقة الحال فهي انتهاء المعتزلة بعد الضربة السياسية ، وتحرر الشيعة في العهد البويهي.
وأما قضية تشيع عدد من رجال المعتزلة فيمكن القول : ان أحدا لا يشك في تأثر الشيعة بنتاج المعتزلة الفكري ، وذلك أمر طبيعي في كل نشاط علمي يعيش منطقة واحدة ، واعتقد ان إنكار التأثير والتأثر المتبادل بين كل المدارس العلمية التي عاشت المرحلة أمر غير موضوعي. وعلى هذا فأن تشيع عدد من المعتزلة لا يشهد على أكثر من تلاقح فكري بين الشيعة والمعتزلة ، دون أن يكون له أية دلالة على ان الشيعة استوردوا فكرهم الكلامي من المعتزلة.
وبصدد الملاحظة الثالثة مما ذكره الدكتور يمكن التعليق باختصار يناسب هذا التقديم ، بالقول :
ان كتبا عديدة في مجال العقائد سبقت كتاب الصدوق ، وجملة كبيرة منها كانت لأصحاب الأئمة (ع) ، ومن عاصروا مشايخ المعتزلة الأوائل. ورغم ان هذه الكتب فقدت خلال عمليات الاحراق والمصادرة التي منيت بها مكتبات الشيعة ، فأن ذلك لا يبعث على الشك في وجودها ، وصحة نسبتها ، بعد ما دونت اسماؤها في كتب التراجم ، ونسبت إلى مؤلفيها بطرق موثوقة. ومن اليقين أن طريقة البحث في الكثير من تلك التصانيف كانت عقلية ، وعلى طريقة المتكلمين ، نعرف ذلك من خلال تصوراتنا عن مؤلفيها ، أمثال هشام بن الحكم ، وهشام بن سالم ، اللذين تشهد كل المسائل والآراء والمناقشات الواردة عنهم على