وغيرهم» (١).
وقال أيضا عند ذكر (أبو سهل اسماعيل).
«وكان فاضلا متكلما ، وله مجلس يحضره جماعة من المتكلمين»
وبعد فانه لا ينبغي ان ننسى أثر الوضع التاريخي للشيعة على حركتهم وبروزهم العلمي ، ولا يصح لنا بحال ان نقرن بينهم وبين المعتزلة الذين عضدتهم السياسة ، ودعمت وجودهم ونشاطهم.
وعلى أي حال فأن المتتبع لتاريخ الشيعة يرى بوضوح كامل أن صفوة من رجالهم المعاصرين للأئمة (ع) ، قد اشتغلوا في علم الكلام ، بمنهجه العقلي.
يمكن أن نستشهد لذلك فعلا وبقدر يناسب التقديم بمجموعة نصوص تاريخية.
هناك نص يقول ان علي بن يونس سأل الإمام الرضا (ع) عن اختلاف الشيعة ، فقال (ع) : في أي شيء اختلفوا؟
قلت : جعلت فداك من ذلك ما اختلف فيه زرارة وهشام بن الحكم ، فقال زرارة ان المنفي ليس بشيء وليس بمخلوق ، وقال هشام ان المنفي شيء مخلوق.
فقال لي : قل في هذا بقول هشام ولا تقل بقول زرارة» (٢)
مسألة عقيلة ، وأدلتها مستندة إلى العقل ولا ترتبط بالنصوص في
__________________
(١) أنظر الفهرست / ابن النديم / ٢٥١.
(٢) رجال الكشي / ٢٢٩.