شيء ، ومع هذا فقد كانت محلا لدراسة هشام وزرارة ، ومحلا لاهتمام السائل.
هناك نص آخر عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبد الله (الامام الصادق) بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام. فأقبلت أقول يقولون كذا وكذا. قال : فيقول لي قل كذا» (١).
ويبدو أن توغل بعض علماء الشيعة يوم ذاك في الأبحاث الكلامية العقلية بلغ إلى حد أثار تساؤل القطاع العام من الشيعة الذين لم يألفوا هذه الأبحاث.
يحدثنا جعفر بن عيسى انه قال للامام موسى بن جعفر :
يا سيدي نستعين بك على هذين الشيخين يونس وهشام وهما حاضران ، وهما أدبانا وعلمانا الكلام ، فان كنا يا سيدي على هدى فقرنا ، وإن كنا على ضلال فهذان أصلانا ، فمرنا بتركه ونتوب إلى الله منه يا سيدي ، فادعنا الى دين الله نتبعك.
فقال (ع) : ما أعلمكم إلا على هدى ، جزاكم الله خيرا على النصيحة القديمة والحديثة» (٢).
* * *
وعلى ضوء القرائن المتقدمة فالذي نميل إليه ـ وإن كنا نختلف بذلك حتى مع بعض كتاب الشيعة ـ هو الاعتراف بالاستقلالية في البحث
__________________
(١) رجال الكشي / ٢٣٣.
(٢) رجال الكشي / ٤٢٠.