ثالثا ـ أن أسبق كتاب عقائدي للشيعة هو كتاب الصدوق ٣٨١ ه (عقائد الشيعة الامامية) وهو يجري في هذا الكتاب على طريقه المحدثين ، وبعيدا عن المنهج العقلي ، مما يعني ان قبول الشيعة لهذا المنهج جاء في عهد متأخر عن هذا التاريخ.
وسوف نتناول هذه الملاحظات في حدود ما يتسع له هذا التقديم ، وفي ايجاز ملحوظ.
ويجب أن نؤكد مسبقا على أن قضية التأثر المتبادل بين الشيعة والمعتزلة غير قابلة للشك.
وربما كانت ملاحظات الدكتور صالحة للاستشهاد بهما على هذه الحقيقة ، إلا ان ما ندخل لمناقشته هو اعتبار الفكر الشيعي فرعا على الاعتزال واقتباسا منه.
فبصدد الملاحظة الأولى يمكن القول : ان بروز المنهج العقلي في دائرة متكلمي الشيعة خلال فترة الحكم البويهي يرجع الى قضيتين تاريخيتين.
فمن ناحية كان الحكام البويهيين على مذهب الشيعة ، وبالطبع أتاح ذلك لمتكلمي الشيعة قدرا أكبر من النشاط والحركة ، بعد الضغط والمطاردة في طول تاريخ التشيع قبل هذا الحين.
ومعلوم ان حياة القلق والقمع التي عاناها الشيعة قبل هذا التاريخ لم توفر لهم الفرصة لمواصلة النشاط العلمي كالذي أتيح للمعتزلة يوم خضع لهم السلطان ، وأصبحوا يديرون أمور الدولة. فترة وجيزة