(إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) (١) وقال : إلّا أن تغمض لكم فيه ، وروي عنه (إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) أي تأخذوه بنقصان فكيف تعطونه في الصدقة «أن» في موضع نصب والتقدير إلّا بأن.
(الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٢٦٨)
(الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) مفعولان ويقال : الفقر. (وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) ويجوز في غير القرآن ويأمركم الفحشاء بحذف الباء وأنشد سيبويه : [البسيط]
٦١ ـ أمرتك الخير فافعل ما أمرت به |
|
فقد تركتك ذا مال وذا نشب (٢) |
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٢٦٩)
(وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ) شرط فلذلك خففت الألف والجواب (فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً).
(وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) (٢٧٠)
(وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ) يكون التقدير وما أنفقتم من نفقة فإنّ الله يعلمها وما نذرتم من نذر فإنّ الله يعلمه ثم حذف ، ويجوز أن يكون التقدير وما أنفقتم من نفقة فإنّ الله يعلمه وتعود الهاء على «ما» كما أنشد : [الطويل]
٦٢ ـ فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها |
|
لما نسجته من جنوب وشمأل (٣) |
ويكون (أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ) معطوفا عليه.
(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٢٧١)
(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ) هذه قراءة أبي عمرو وعاصم ونافع ، وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي فنعمّا هي (٤) بفتح النون ، وروي عن أبي عمرو ونافع بإسكان
__________________
(١) هذه قراءة الزهري ، انظر المحتسب ١ / ١٣٨ ، ومختصر ابن خالويه (١٧).
(٢) انظر المحتسب ١ / ١٣٩.
(٣) مرّ الشاهد رقم (٥١).
(٤) الشاهد لامرئ القيس في ديوانه ص ٨ (لما نسجتها) ، والأضداد ص ٩٣ ، وخزانة الأدب ١١ / ٦ ، والدرر ١ / ٢٨٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٦٣ ، ٢ / ٧٤٣ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٩ / ٢٧ ، ومغني اللبيب ١ / ٣٣١ ، والمنصف ٣ / ٢٥ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٨.