المتصدقين ، ويضاعف إحسان المحسنين حيث يقول سبحانه : (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) (٣٩ ، سبأ) ومع هذا السخاء فى البذل والإحسان ينبغى أن يكون المبذول والمحسن به مما هو طيب كريم محمود حتى يقبله الله ويحمده ، ويجزى الجزاء الحسن عليه.
____________________________________
الآية (٢٦٨)
(الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٢٦٨)
____________________________________
التفسير : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) أي يخوّفكم منه ، وينذركم به ، إذا أنتم أنفقتم فى سبيل الله ، والأصل فى الوعد أن يكون بالخير ، والإيعاد بالشرّ ، ووعد الشيطان هنا لمن يوسوس له بالشحّ والإمساك مخافة الفقر ـ وعده له بالفقر ، إنما هو فى صورة الخير ، إذ يحذره ويربه عاقبة أمره ، فهو وعد الناصح الأمين الحريص على مصلحة من ينصحه .. هكذا يزين الشيطان للناس الشر ويلبسه وجه النفع والخير.
(وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ). والفحشاء كل شىء مكروه ، وكل رذيلة مستقبحة .. هذا ما يأمر به الشيطان ، وهو لا يأمر على الحقيقة ، ولكنه يزين ، ويوسوس ، ويخدع ، فإذا المنخدع له ؛ مستجيب لما يدعوه إليه ، ويوسوس له به ، فكأنه ـ والحال كذلك ـ ينفد مشيئة من ، لا يرد له أمرا.
(وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً) هذا ما يجىء من قبل الله ، وما تحمله إلى الناس دعوات رسله .. المغفرة لمن تاب وأناب إلى الله ، وأصم أذنيه عن دعوة الشيطان ، والفضل وسعة العطاء ووفرته لمن أعطى