وهذا الذي جعله واضع الرواية وجها داعيا إلى قبولها ، هو فى الواقع الوجه الذي يكشف عن ردّها .. إذ ليست الصلاة وحدها هى التي تختص بهذه المزية فى اعتبار الصلاة بعشر صلوات ، بل إن كل الأعمال الطيبة توزن عند الله سبحانه وتعالى بهذا الميزان ، كما يقول سبحانه وتعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).
هذا ، وقد فصّل القاضي «عياض» فى كتابه «الشفا» ، مذاهب القول فى الإسراء والمعراج .. وهل كان مع الإسراء معراج؟ وهل كان الإسراء بالروح وحده؟ أو بالروح والجسد معا؟
يقول القاضي عياض :
«اختلف السلف والعلماء : هل كان إسراؤه ـ عليه الصلاة والسلام ـ بروحه أو جسده .. على ثلاث مقالات :
١ ـ فذهبت طائفة إلى أنه إسراء بالروح ، وأنه رؤيا منام ، مع اتفاقهم على أن رؤيا الأنبياء حق ، ووحي .. وإلى هذا ذهب معاوية ، وحكى عن الحسن (البصري) ـ والمشهور عنه خلافه ـ وإليه أشار محمد بن إسحاق .. وحجتهم قوله تعالى : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) وما حكوه عن عائشة رضى الله عنها من قولها : «ما فقد جسد رسول الله صلىاللهعليهوسلم».
٢ ـ «وذهب معظم السلف والمسلمين إلى أنه إسراء بالجسد ، وفى اليقظة .. وهذا هو الحق. وهو قول ابن عباس ، وجابر ، وأنس ، وحذيفة ، وعمر ، وأبى هريرة ، ومالك بن صعصعة ، وأبى حية البدري ، وابن مسعود ، والضحاك ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، وابن المسيب ، وابن شهاب ، وابن زيد ، والحسن ، وإبراهيم ، ومسروق ، ومجاهد ، وعكرمة ، وابن جريج .. وهو قول الطبري ،