صلوات الله وسلامه عليه ـ فى الرسل ، واحد من الرسل ، ليس بدعا من بينهم!
فماذا يقول القرآن أصرح من هذا القول ، فى تحديد صفة النبىّ ، وأنه بشر لم تتخلّ عنه بشريته ، ولم يخرج هو عن بشريته بحال أبدا؟
ثم ماذا يقول النبىّ عن نفسه أكثر وأوضح من هذا القول الذي أمره به ربّه أن يقوله ، حتى يدفع عن نفسه ما ليس له ، مما يقوله عليه من يقولون من المغالين فيه ، هذا الغلوّ ، الذي هو وقول المتطاولين على مقامه ـ سفاهة وجهلا ـ والمتنقّصين لقدره ـ افتراء وكذبا على سواء؟
بل وما ذا يقول النبىّ أكثر وأصرح من قوله : «أنا عبد آكل كما يأكل العبد» ـ حتى يمسك هؤلاء المغالون فيه على طريق قاصد مستقيم فى شأنه؟
يتكىء القائلون بالحقيقة المحمدية ، وبالصفات التي يوردونها عليها ـ يتكئون على حديث يروى عن النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، هو قوله : «كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين ، وكنت نبيّا ولا آدم ولا الطين» .. ويتخذون من هذا منطلقا ينطلقون به إلى اصطياد كل واردة وشاردة .. فلقد فتح عليهم هذا القول الذي يفهم منه أن النبىّ صلىاللهعليهوسلم كان نبيّا قبل أن يخلق آدم ـ نقول فتح عليهم هذا القول بابا بل أبوابا يلجون منها إلى اصطياد المقولات التي تتخذ من هذا المفهوم منطلقا إلى كل قريب وبعيد ، وإلى كل معقول وغير معقول ، حتى لقد اجتمع للقوم من هذا ، ما تسمع من تلك المقولات التي لا تنتهى ، ولا ينتهى حديث أصحابها عنها!
ولا نعرض لصحة هذا الحديث ، ولا لمكانه من القوة أو الضعف ..
بل نأخذه مسلّمين به ، قائلين بصحته .. سندا ، ومتنا!