وأحسب أننا بعدنا بهذا الاستطراد عن موضوعنا : «التكرار في القصص القرآنى» .. ولكنه كان استطرادا لا بدّ منه ، ونحن ننظر من هذا القصص ، فى معارض شتّى من البيان .. بين الإيجاز والتفصيل ، فى القصة الواحدة ، والحدث الواحد ، بل والإشارة الواحدة .. إذ كانت معرفة الأصول التي قام عليها القصص القرآنى أمرا لازما لمن يتصدّى لدراسة هذا القصص ، وضبط موارده ومصادره ، على ميزان الحق الذي نزل به القرآن الكريم .. ثم كانت تلك المعرفة لازمة أيضا لدفع تلك المفتريات التي يفتريها السفهاء والجهلاء من الأعداء والأصدقاء ، على القرآن الكريم ، وما يقولونه في القصص القرآنى بالذات ، وما وقع فيه من تكرار ، وما اشتمل عليه ـ كما يتخرصون ـ من أساطير ..
وقد فرغنا من الردّ على هذا القول الضالّ الآثم ، الذمي يقوله القائلون عن مادة القصص القرآنى ، وما اشتملت عليه من أساطير .. ورأينا في هذا الردّ ـ على إيجازه ـ ما يخرس تلك الألسنة التي نطقت الزور ، وجاءت بهذا البهتان العظيم ..
أما ما يتخرّص به المتخرصون في شأن التكرار في القصص القرآنى ، فقد عرصنا في أول هذا البحث ما يتعلق به أولئك الذين يطعنون في بلاغة القرآن ، من مدّعيات ومفتريات ، لم تثبت لأول لمحة من النظر ، حتى بان عوارها ، وانكشف زيغها عن المنطق السليم ، الذي يتعامل به في قضايا العلم ومقررات الفنّ وبقي بعد هذا أن نعرض نموذجا من التكرار القصصى في القرآن ، لننظر وينظر معنا الذين يأخذون على بلاغة القرآن هذا التكرار ـ كيف كان هذا التكرار إعجازا من إعجاز النظم القرآنى ، إلى جانت إعجاز النظم في ذاته ، قبل التكرار ، وبعد التكرار ..